
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) ليس مجرد سلوك حركي زائد أو قلة انتباه عابرة، بل هو حالة عصبية معقدة تؤثر على الأطفال والبالغين على حد سواء، مما يجعل الحياة اليومية مليئة بالتحديات سواء في الدراسة، العمل، أو العلاقات الاجتماعية.
في هذا المقال، سنلقي الضوء على ماهية هذا الاضطراب، أسبابه، وأبرز أعراضه عند الأطفال والبالغين، بالإضافة إلى تأثيره على الأداء الدراسي والحياتي. كما سنتطرق إلى الأساليب العلاجية الفعالة التي تساعد في التخفيف من حدته وتمكين المصابين به من تحقيق التوازن في حياتهم.
ماهو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD): عبارة عن متلازمة عصبية تتسبب في فرط الحركة وضعف القدرة على التركيز والتشتت المستمر، ومن الممكن أن يكون في الأطفال والبالغين على حد سواء.
علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) هو أحد اضطرابات النمو العصبي التي تبدأ في الظهور عند الأشخاص بدءا من مرحلة الطفولة.
وغالبا ما ينشأ نتيجة لنقص كمية من الناقلات الكيميائية كالدوبامين والنورأدرينالين، التي توجد في الفص الجبهي لقشرة الجزء الأمامي، والتي تعمل على تسهيل عمل الخلايا والتواصل مع باقي أجزاء الدماغ.
أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)
وغالبا ما تكون أعراض هذه متلازمة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) كالتالي:
-
يكون فيها الطفل غير قادر على البقاء هادئا أو ثابتا في مكان واحد لفترة زمنية قصيرة أو طويلة، استمرار الحركة كالركض أو القيام بالأنشطة الحركية طوال اليوم.
-
إذا لم يكن هناك قابلية للشخص أن يقوم بأنشطة حركية ما، فستراه يتحدث كثيرا أو تحريك اليدين أو القدمين بصور إنفعالية.
-
القيام بالأنشطة الحركية بعنف أو أنفعالية، والملل سريعا.
-
تظهر الأعراض الاندفاعية في أغلب الأنشطة التي يقوم بها، سواء أكان في المدرسة، في المنزل.
-
تظهر من خلال سرعة الكلام، حيث لا ينتظر الطفل إلا أن ينتهى المعلم من السؤال، وعموما كثيرا ما يقاطع الآخرين، وتكون انفعالاته سريعة ومبالغ فيها في كثير من الأحيان سواء أكان الغضب أو السعادة.
-
مما يؤدي إلى صعوبة التحكم في حركته، الضعف في التركيز، مما يؤثر على المستوى الدراسي، والقدرة على فهم ما يقوله الأخرين.
مع ذلك فإنه في حالة الأطفال لا يعتبر هناك معيار ثابت لمتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، ومن المهم استشارة الطبيب في حالة الشعور بأي أعراض مشابهة.
أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند البالغين (ADHD)
متلازمة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) ليست فقط عند الأطفال ولكنها توجد عند البالغين أيضا، وتكون أعراضها مشابهة في كلا الحالتين ومن الصعب التحكم فيها، ولكن هناك بعض الأعراض التي تظهر في البالغين أكثر من الأطفال.
ومن أهم أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) عند البالغين:
-
ضعف القدرة على الانتباه أو التركيز في شئ واحد أيا كانت المدة الزمنية أو المرحلة العمرية، حيث يعاني من تشتيت مستمر لا يستطيع تخفيف حدته.
-
الإنفعالات الحادة والسريعة.
-
مما ينتج عنها اضطرابات مزاجية حادة وسريعة.
-
اضطرابات في النوم أو القلق المصاحب.
-
حركات عصبية مثل حركة القدمين، اليدين، أو التحدث بشكل سريع وبصورة مستمرة.
-
وكنتيجة لهذه العوامل تتكون بعض الأعراض الأخرى كالفوضى الدائمة
-
صعوبة تكوين العلاقات الإجتماعية.
-
ضعف الثقة بالنفس، والإهمال.
-
صعوبة التخطيط وترتيب الأولويات.
مع ذلك فإن أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، تظهر عند الأطفال في المراحل العمرية المبكرة ومن الصعب أن توجد في الشخص بداية من المراحل العمرية المتقدمة
تأثير اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على الأطفال في المدرسة (ADHD)
يؤثر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) خاصة على الأطفال في المدرسة، وكما ذكرنا في الأعراض السابقة يترتب عليها عدد من النتائج:
-
ضعف القدرة على التركيز
من أهم أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) وأكثرها وضوحا وشيوعا، عدم القدرة على التركيز أو الثبات في مكان محدد لفترة معينة قليلة أو طويلة.
مما يجعل الطالب أكثر عرضة للتشتت، غير قادر ذهنيا على التركيز على أي شيء لمدة معينة، غير قادر على تحصيل قدر كاف من المعلومات خلال أي نشاط يقوم به.
-
الفوضى
يتسم الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب وخاصة الأطفال، بعدم القدرة على التنظيم أو التخطيط عند الكبار، والفوضى عند الأطفال، فهم يقومون بنشر الفوضى في المكان الموجودين به، سواء أكان في غرفهم أو في الفصل الموجودين به.
بالإضافة إلى ذلك عدم القدرة على ترتيب أغراضهم المدرسية، ككتبهم وفروضهم، فتجدهم كثيرا ما يكونون مهملين وغير محافظين أو أن أغراضهم في أغلب الأحيان مفقودة.
-
السلوك العدواني
بما أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) من الاندفاعية والإنفعالية، فإن في أغلب الأنشطة الحركية يكون سلوك الطفل عدوانيا، سواء أكان مع المعلم أو الأطفال الأخرين.
وعادة ما تكون ردود أفعالهم عنيفة ومبالغ فيها، وغالبا ما لا تتناسب مع الموقف، وقد تؤدي إلى نتائج عكسية.
-
المشاغبة
يكون الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب صعب التحكم في انفعالاته، وتكون ردود أفعاله سريعة وعنيفة من الصعب التنبؤ به.
-
صعوبة التعلم
يصعب على الطلاب الذين يعانون من هذا الاضطراب التركيز لفترات معينة، وبالتالي يصعب عليهم استيعاب أو فهم ما يقوله المعلم، مما يؤدي إلى مضاعفة المجهود المبذول من كلا من المعلم في الشرح، والطالب في استيعاب المعلومات.
لذلك يعاني أغلب الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب من صعوبة في التعلم أو عدم القدرة على تحمل السكون لفترات طويلة.
-
تدني المستوى التعليمي
وكنتيجة على كل ذلك يصبح من الصعب على الطالب التحصيل، نظرا لضعف قدرته على التركيز، و نافذ الصبر للجلوس والاستذكار.
-
ضعف الثقة بالنفس
-
عدم القدرة على بناء صداقات
علاج فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)
يمكن علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) بعدة طرق مختلفة، وتتضمن:
-
علاج دوائي
هذا العلاج يعتمد بدرجة كبيرة على المرحلة العمرية واستجابة مختلف الأفراد له، فليس في كل الحالات قد ينجح هذا العلاج، وليس في كل الأحيان يتطلب الأمر علاج دوائي. ولكن في النهاية تكون نتائج العلاج بناء على المرحلة والحالة المرضية التي وصل لها المريض واستجابة جسده للعلاج.
-
علاج سلوكي
العلاج السلوكي يتم عن طريق محاولة القيام ببعض الأنشطة، أو التوعية السلوكية للبيئة المحيطة، كأن يتم تأهيل الأفراد، سواء أكانوا أطفالا أو بالغين، طبقا لنمط سلوكي معين، يساعد على تخفيف حدة هذه الأعراض تدريجيا.
-
علاج تربوي
العلاج التربوي والذي يبدأ عند الأطفال في مراحل عمرية مبكرة، حيث تعتمد فيه على تربية الأطفال وفقا لمنهج تربوي و سلوكي معين.
أهم مميزات الدورة التدريبية للأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) في المدرسة دوت كوم:
-
تعتبر الدورة التدريبية مرنة، حيث يمكن اختيار المواعيد حسب الرغبة التي تتوافق معهم.
-
تستهدف الدورة جميع الأطفال من أعمار مختلفة ، واستعمال الخطط التي تتناسب مع كل طفل، والطرق التي تدعم تقدمهم الفردي.
-
الدورة تكون أونلاين بشكل كامل مما يسهل عملية التواصل بين الطفل والمدرب.
-
يتم تعليم الأطفال على يد عدد من المدربين المحترفين المؤهلين على أعلى مستوى لمساعدة الأطفال مهما بلغت مرحلة الاضطراب.
-
تقوم المواد العلمية باستهداف سلوكيات تربوية و إدراكية معينة تحت خطط معينة، لدعم مختلف مراحل العلاج، بالإضافة إلى السرية التامة.
الأسئلة الشائعة:
-
ما الفرق بين أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال والبالغين؟
لدى الأطفال، تظهر الأعراض بشكل واضح من خلال فرط النشاط، التشتت المستمر، وصعوبة الجلوس بهدوء. أما البالغون، فقد يواجهون تحديات مثل صعوبة تنظيم الوقت، ضعف التركيز لفترات طويلة، والتقلبات المزاجية السريعة. -
كيف تساعد الدورة التدريبية التي تقدمها منصة المدرسة دوت كوم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
تقدم منصة المدرسة دوت كوم دورة تدريبية مرنة تستهدف الأطفال المصابين بـ ADHD، حيث توفر برامج تربوية وسلوكية مصممة خصيصًا لمساعدتهم على تحسين التركيز، إدارة الوقت، وتعزيز مهاراتهم الاجتماعية، وذلك تحت إشراف مدربين متخصصين. -
هل يمكن علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه دون أدوية؟
نعم، يمكن التعامل مع اضطراب ADHD من خلال العلاج السلوكي، التربية الخاصة، والتعديلات البيئية التي تساعد في تحسين الانتباه وتقليل فرط النشاط. في بعض الحالات، يتم الجمع بين العلاج الدوائي والأساليب غير الدوائية لتحقيق أفضل النتائج. -
ما الذي يميز الدورة التدريبية في منصة المدرسة دوت كوم عن غيرها؟
تتميز الدورة التدريبية في المدرسة دوت كوم بأنها تُقدَّم بالكامل عبر الإنترنت، مما يتيح للأطفال التعلم في بيئة مريحة ومناسبة لهم. كما تعتمد على استراتيجيات تربوية متخصصة وخطط فردية لكل طفل، مما يضمن تحقيق تقدم ملحوظ في التغلب على تحديات ADHD.
في النهاية، يعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) تحديًا يمكن التغلب عليه من خلال التشخيص المبكر واتباع أساليب العلاج المناسبة، سواء الدوائية أو السلوكية أو التربوية. بفهم أعمق لهذا الاضطراب، يمكن للأهل والمعلمين والمجتمع تقديم الدعم اللازم لمساعدة الأفراد المصابين به على تحقيق إمكاناتهم الكاملة، وتحويل التحديات إلى فرص للنمو والتطور.
اترك تعليقًا الآن
تعليقات